الوطنيحوارات

عادل مزوغ مدير جامعة البليدة 2 لـ”الاتحاد”: إقبال كبير للطلبة على مشروع “مؤسسة ناشئة”

الرقمنة بالجامعة عرفت تطوراً كبيراً

أكد مدير جامعة البليدة 2، عادل مزوغ، على أن مؤسسته الجامعية تعمل جاهدة لتحقيق مسعى السلطات العليا في البلاد الرامي لجعل الجامعة الجزائرية قاطرة للمجتمع والتنمية، مبرزا أن إدارة الجامعة تتبنى مقاربة واضحة لتحقيق مساعي الوزارة الوصية وتسريع وتيرة تحقيق الأهداف المسطرة لاسيما ما تعلق بتعميم تعليم اللغة الإنجليزية، ونشر وتكريس الفكر المقاولاتي، وترقية الرقمنة في الوسط الجامعي والتعليم عن بعد. وقال مزوغ، في حواره مع جريدة “الاتحاد”، إن الرقمنة بالجامعة عرفت تطوراً كبيرا، موضحا بأن مصالحه أنهت عملية رقمنة العمليات الخاصة بالبيداغوجيا على غرار تلك المتعلقة بمسار الطالب وأعضاء الأسرة الجامعية.

 

حاورته: إ.م

بداية، ما تقييمكم للسداسي الأول من هذه السنة الجامعية 2023_2024 على مستوى جامعتكم التي انتهت بها الامتحانات مؤخراً؟

لقد مرّ السداسي الدراسي الأول للسنة الجامعية 2023/2024 في أحسن الظروف، حيث عرف استقراراً تاماً، ولم تشهد جامعتنا أي اضطرابات خلال هذا السداسي بداية من 23 سبتمبر وإلى غاية اليوم، فقد تم انجاز جميع الحصص البيداغواجية المقرّرة في كل الأقسام، وتم برمجة امتحانات الأعمال الموجهة في آخر أسبوع قبل العطلة الشتوية دون توقيف الدراسة، كما تم برمجة الأسبوع الأول بعد هذه العطلة للحصص التعويضية وللامتحانات المتأخرة في الأعمال الموجهة، وبعد ذلك تم إعطاء إشارة الانطلاق لامتحانات المحاضرات، والتي كانت في الفترة من 13/01/2024 إلى 24/01/2024، مع التمديد ليومين ببعض الأقسام، وقد انتهت الامتحانات في أحسن الظروف، وحالياً كل كليات الجامعة بصدد رصد النقاط في أرضية البروغرس والتحضير للمداولات التي ستكون يوم 07/02/2024.

كانت لكم زيارة مؤخرا لجامعة بيروجا بايطاليا، حدثنا عن هذه الزيارة وعن البنود الجديدة المبرمة في اتفاقية التعاون والشراكة بينها وبين جامعتكم؟

زيارتنا إلى جامعة بيروجا بإيطاليا كانت ضمن إستراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الرامية إلى الانفتاح على الجامعات الأجنبية وفي إطار توطيد العلاقات العلمية بين جامعتنا وجامعات إيطاليا، ولا يخفى عليكم أن ايطاليا لها علاقات وطيدة مع الجزائر في الجوانب الاقتصادية والثقافية والسياسية، وعلیه زيارتنا كانت في هذا المسعى، كما قد سبقتها زيارة لوفد من هذه الجامعة إلى جامعتنا، أين تم الاتفاق على عديد البنود،  كما تم إبرام اتفاقية تعاون بين الجامعتين لتمكين الأسرتين الجامعيتين (الجزائرية والايطالية) من  تبادل الخبرات وتثمين المخرجات العلمية، وبرمجة تبادلات للأساتذة والطلبة وحتى الموظفين، وذلك بهدف الاستفادة مما تزخر به جامعتنا.

زرع الفكر المقاولاتي في الوسط الجامعي يعدّ من بين أهم أهداف القطاع، كيف كانت تجربتكم في هذا الإطار؟ وكيف كان تجاوب الطلبة مع الملتقيات التي نظمتموها في شهر نوفمبر الماضي بمناسبة الأسبوع العالمي للمقاولاتية؟

نعم الفكر المقاولاتي اليوم صار مطلبا لدى الأسرة الجامعية، كما أنه من أهم أهداف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهو ضمن إستراتيجية السلطات العليا الجزائرية والتي دعت إلى جعل الجامعة قاطرة للمجتمع، وأنها مكان للأفكار الرائدة وتفعيلها، وإيجاد بيئة للتكوين في المقاولاتية، ولهذا عملت جامعتنا في شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين على تنظيم عدة ندوات وملتقيات علمية للطلبة وخاصة في إطار الأسبوع المقاولاتي.

كما نظمت الجامعة عدة ورشات على مستوى حاضنة الأعمال، وقامت جامعتنا “لونيسي علي” بعقد عدة أیام تحسيسية عبر الكليات، أين تم التقرب من الطلبة والاستماع لانشغالاتهم وتوجيههم لكي تكون مذكراتهم في الليسانس أو الماستر 2 وحتى الدكتوراه على شكل مؤسسة ناشئة، وقد استجاب العديد من الطلبة لهذا الطرح وسجل العديد منهم في إطار القرار الوزاري 1275، ولعلمكم تم مؤخرا تنصيب مدير المركز المقاولاتي لدار المقاولاتية CDE بجامعة البليدة2، باعتباره هيكل لاستقبال ومرافقة الطلبة – حاملي المشاريع – قصد تمكينهم من تجسيد أفكارهم وإنشاء مؤسساتهم المصغرة.

كما تأتي هذه الخطوة في إطار تقديم تكوين لتنمية مهارات الطلبة في الجوانب المقاولاتية لاسيما ضمن أساسيات المقاولاتية والتخطيط الإستراتيجي وتطوير المؤسسة والتسيير العملياتي وتسيير الموارد وإنشاء مؤسسة وفقا للأطر القانونية الصحيحة بما يتوافق واستراتيجيات النمو.

حدثنا عن تجربتكم فيما يخص مشاريع الطلبة التي تدخل في إطار القرار الوزاري 1257، وعن حاضنة الأعمال ودار المقاولاتية؟

هذا السؤال له صلة بما سبق، حيث أن مسعى الوزارة من إصدار قرار 1275 هو تمكين الطالب من إيجاد منصب شغل له ولغيره، وغرس روح المقاولاتية والابتكار، كما هو قرار رئيس الجمهورية الذي يقضي بأن نجعل من الجامعة قاطرة للمجتمع، وعليه فالتجربة التي خاضتها جامعتنا هامة جدا، حيث حصلت الجامعة على المرتبة الأولى وطنيا في عدد المشاريع التي تحصلت على وسم “لابال” مؤسسة ناشئة بـ 24 وسما، كما أنها ناقشت أكثر من 130 مذكرة ماستر في هذا الإطار، وهو عدد كبير مقارنة بجامعات الوطن، وعليه فإن تنصيب مركز المقاولاتية وتجهيزه بأحدث الوسائل، وكذلك بالنسبة لحاضنة الأعمال ومكتب الربط بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية، مكّن جامعتنا من استقطاب العديد من الطلبة الذين التقوا في دورات تدريبية بخبراء واستفادوا من توجيهاتهم ما سيساعدهم من انجاز مؤسساتهم الناشئة.كما أنه تم عقد عدة دورات تكوينية لفائدة الأساتذة والذين بدورهم قاموا بتكوين غيرهم في الأقسام والكليات، وهذا كله ساهم في نشر الفكر المقاولاتي بمؤسستنا الجامعية.

من بين الإصلاحات التي تهدف إليها الوصاية، تعميم استعمال الإنجليزية في التدريس والبحث، إلى أي مدى وصلتم، في هذا الإطار ؟ سواء من ناحية تكوين الأساتذة أو الطلبة؟

نعم، فيما يتعلق بتعميم استعمال اللغة الإنجليزية في التدريس.. تحرص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على ذلك، حيث كانت قد أرسلت إلى مدراء الجامعات العديد من الرسائل والتعليمات التي تدعو إلى تعميم استعمال الانجليزية في الأوساط الجامعية، وقد قامت جامعتنا بالعمل الجاد في هذا الإطار، حيث عملت على فتح مركز التعليم المكثف للغات وتجهيزه، وفتح التسجيلات أمام الأسرة الجامعية أساتذة وطلبة وموظفين، في حدود الإمكانيات المتوفرة، كما استعانت بمخابر اللغات على مستوى الكليات لتدريس الأساتذة في اللغة الإنجليزية، وبالإضافة إلى ذلك فتحت جامعتنا ليسانس ثانية لفائدة أساتذة جامعة البليدة 2، ويدرس اليوم 158 أستاذاً في السنة الثانية ليسانس إنجليزية، كما تعمل جامعتنا على تعميم التدريس بها في المواد الأفقية والاستكشافية، وكذلك بالنسبة للسنة الأولى جذع مشترك، وتكمن أهمية استعمال اللغة الانجليزية في الانفتاح على الأبحاث التي تجرى في جامعات العالم وهذا طبعا دون التخلي عن تطوير اللغة العربية والتدريس بها.

تعكف الوزارة الوصية على إتمام مسار رقمنة جميع العمليات المتعلقة بالتسيير البيداغوجي والإداري، بهدف حوكمة تسيير القطاع والرفع من جودة التعليم وتطوير مقروئية الجامعة الجزائرية، إلى أي مدى وصلت جامعتكم في هذا الإطار؟

الرقمنة في جامعة البليدة 2، عرفت تطوراً كبيرا، حيث تم في شهر ديسمبر الماضي فتح مركز الشبكات والتعليم المتلقي والتعليم عند بعد وتجهيزه، وربط كل مرافق الجامعة بالخط الخاص بالانترنت، كما تم استعمال العديد من الأرضيات الرقمية بصفة نهائية وأساسية خاصة أرضية بروغرس التي تعتبر اليوم الأرضية الأساسية في تسيير الشؤون البيداغوجية والعلمية والإدارية. كما تم هذه السنة استعمال البطاقات الرقمية المتعددة الاستعمالات RFID، على أن تستعمل في عديد الخدمات، وعلى الرغم من العدد الكبير للبطاقات إلاّ أننا تمكنا من انجازها في وقت وجيز.

وفي إطار الرقمنة دائما، قامت جامعتنا بتمكين الأساتذة والموظفين من إجراء تكوين في هذا المجال، كما نعمل على تشجيع جميع الأساتذة من الانخراط في التكوين المتعلق باستعمال تكنولوجيا الإعلام والاتصال في التدريس، وهذا في الدورة الشتوية للتعليم عن بعد، حيث انطلقت التسجيلات في 01/02/2024 وتدوم إلى غاية 15/02/2024، بينما تبدأ الدراسة يوم 16/02/2024 إلى غاية 16/04/2024،  وهذا ما سيسمح بلا شك من تعميم التدريس باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة مما يعزّز قدرات الطلبة في التعلم واكتساب المعارف.وفي هذا الإطار تسعى الجامعة لتجهز قاعتين كل قاعة على الأقل مجهزة بالكاميرات وأجهزة السمعي البصري لتمكين الأساتذة من تسجيل دروسهم ومحاضراتهم ونشرها عبر منصة “موودل”، كما نسعى لتجهيز القاعات بسبورات رقمية، مع العلم أن كل المدرجات مجهزة بالعارض الضوئي حالياً.

ماذا عن قرار تمديد ساعات فتح المرافق البيداغوجية إلى غاية العاشرة ليلاً، ورأينا بعض الجامعات بدأت في تطبيقه من خلال برمجة المناقشات في الفترة المسائية،ماذا عن جامعتكم؟ وهل ترون أن موقع الجامعة الجغرافي قد يعيق نوعا ما تطبيق هذا القرار؟

وفي هذا الإطار، وردت إلينا عدّة مراسلات من الوزارة الوصية، وعملنا ما بوسعنا من أجل فتح المرافق أمام الأسرة الجامعية لاستغلالها خاصة المكتبات وقاعات المطالعة والمخابر، ومركز المقاولاتية، وحاضنة الأعمال، ومكتب الربط وغيرها،  كما حرصنا على أن تكون المناقشات الخاصة بالدكتوراه والماستر في الفترات المسائية، وهو ما تم تجسيده في الأيام الماضية، كما تم أيضا تنظيم العديد من الأيام الدراسية والملتقيات في الفترة المسائية.

لكن بالمقابل نقول أن جامعتنا تقع في موقع جغرافي يعرف نقصا ملحوظا في وسائل المواصلات وبعيد كل البعد عن المدن المجاورة، فالجامعة توفر كل المرافق داخلها لكن الطلبة والأساتذة والموظفين يشتكون من نقص وسائل النقل، وصعوبة وصولهم إلى مناطق سكناهم، وعليه نسعى مع السلطات المحلية إلى تمديد فترات النقل إلى العاشرة ليلا من أجل بعث الحياة في الجامعة ومرافقها.

  • التوظيف الاستثنائي للأساتذة ساهم في سد العجز

في إطار التوظيف الاستثنائي لحملة الدكتوراه والماجيستر غير الأجراء استفادت جامعتكم من توظيف 115 أستاذاً على حد علمنا، كيف انعكس ذلك على مؤسستكم الجامعية؟

فيما يتعلق بالتوظيف الاستثنائي لحملة الدكتوراه والماجيستر غير الأجراء، الذي كان بفضل قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون،  للقضاء على البطالة، استفادت جامعتنا من 115 منصبا وقد ساهم هذا في سد العجز في الأساتذة بجامعتنا، ولكن رغم ذلك تبقى بعض التخصصات بحاجة إلى أساتذة خاصة في الإنجليزية والترجمة والتي يعتبر الإقبال عليها كبير جدا من طرف الطلبة، فلذلك لازلنا بحاجة إلى التوظيف من أجل سد العجز في بعض التخصصات، وقد تم إدماج هؤلاء الأساتذة الجدد في خلية اليقظة وهم حاليا يقومون بالتكوين في التعليمية والانجليزية في مركز التكوين المكثف للغات CEIL، وكذلك عبر أرضية “مودل” في التعليم عن بعد، وسيبقى هؤلاء الأساتذة سنة كاملة في تربص وهم يمارسون بالموازاة نشاطهم التعليمي مع زملاءهم ويستفيدون من خبراتهم، مع العلم أن الكثير منهم كان يدرس معنا الساعات الإضافية المؤقتة، ومن هذا المنبر نشكر رئيس الجمهورية على هذا القرار الذي مكن هؤلاء الأساتذة من الحصول على مناصب عمل، كما ندعوهم جميعا إلى العمل على الاندماج في العمل التعليمي ونحثهم على تنمية قدراتهم وتطويرها لاسيما في الرقمنة والانجليزية والتعليم عن بعد واستعمال تكنولوجيا الإعلام والاتصال.

هل لديكم كلمة أخيرة؟

وفي الأخير لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر لكل الأسرة الجامعية أساتذة وموظفين وطلبة وأحثهم على تكثيف الجهود لجعل جامعتهم جامعة البليدة 2 من خير الجامعات على المستوى الوطني والدولي، خاصة وأنها تمتلك كافة المؤهلات والكفاءات البشرية واللوجستية التي تسمح لها بتحسين تصنيفها وطنيا ودوليا.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق