
شكلت الطبعة الـ26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا) المنظمة من 25 أكتوبر إلى 4 نوفمبر المقبل بقصر المعارض بالصنوبر البحري بالجزائر العاصمة فرصة يجتمع فيها الناشرون والكتاب والمثقفون، جزائريون و أجانب، مع الجمهور بفضل هذا الحدث المميز الذي يعد أهم تظاهرة ثقافية، كما يشكل فرصة لعالم الكتاب في الجزائر من أجل تحقيق انتعاشة جديدة، و تأتي هذه الفعالية هذه السنة تحت شعار “إفريقيا تكتب المستقبل”، حيث يستقبل هذا المعرض إفريقيا كضيف شرف و حوالي 1283 ناشر قدموا من 61 بلدا يعرضون آخر إصداراتهم الأدبية و العلمية و غيرها.
برزت القضية الفلسطينية بقوة في معرض الكتاب هذه السنة الذي خصص فضاء خاصا لغزة، وحظي هذا الأخير بإقبال منقطع النظير من طرف الوافدين، كما استمدت الأمسيات الشعرية المنظمة بذات المناسبة عنوانها من القضية الفلسطينية، وفاضت ألسن الشعراء والكتاب وغردت وعبرت وتضامنت مع الشعب الفلسطيني في ظل ما يعاني منه من انتهاكات ممارسة في حقه من طرف الكيان الصهيوني خلال هذه الفترة، كما عرضت كتب تتحدث عن القضية الفلسطينية وإنتهاكات الكيان الصهيوني، وجرى ضبط برنامج ثقافي خاص يميز النسخة الـ26 للمعرض تضامنا مع فلسطين وشعبها الأبي، من خلال استحداث فضاءات خاصة بكل ما له علاقة بالأدب والثقافة الفلسطينية، و باستحداث “فضاء غزة” يحتضن المعرض محاضرات وندوات وملتقيات وأمسيات شعرية ينشطها كتاب مثقفون وأدباء من فلسطين ومن بلدان عربية عديدة.
جزائريون … “لكن فلسطينيون قلبا و قالبا“
المتجول بمعرض الكتاب هذه السنة يشد إنتباهه الدعم الكبير الذي يحظى به الشعب الفلسطيني من طرف الجزائريين، بعد أن أضحت القضية الفلسطينية قضيتهم، و زينت مساحات عرض الكتب بالأعلام الفلسطينية، و توشح الزوار بالكوفية الفلسطينية، كما شكلت دور النشر الفلسطينية أبرز الفضاءات التي لاقت إقبالا منقطع النظير تعبيرا عن حب الجزائريين للفلسطينيين.
عارضون يعبرون عن تضامنهم مع الفلسطينيين
عبر العديد من العارضين ممن إلتقتهم “الاتحاد” بمعرض الكتاب عن تضامنهم المطلق مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأقصى الإنتهاكات من طرف الكيان الصهيوني الغاشم، ورفع هؤلاء ألسن الدعاء للإخوة الفلسطينيين على أمل أن ينصرهم الله في قضيتهم نصرا عظيما، مؤكدين في ذات السياق” نتمنى أن نرى فلسطين محررة في القريب العاجل”.
مسؤولة في دار النشر التنوير الجزائرية صحراوي جميلة لـ “الاتحاد”:
ندعو لفتح باب التصدير أمام الكتاب الجزائري ونتمنى النصرة للفلسطينيين
كشفت مسؤولة في دار نشر التنوير الجزائرية في حديثها لجريدة “الاتحاد” أن الدار تشارك في مثل هذه المعارض منذ حوالي 15 سنة ، وعن مضمون الكتاب الذي تنشره الدار أشارت صحراوي أنه عبارة عن كتاب عمومي أكاديمي يخص الطالب و الكاتب و الأستاذ وحتى من يريد المطالعة فسيجد الروايات ، فالدار معروفة – تضيف- أنها تنشر لأدباء كبار متمكنين في مجالهم، “كما نملك كتبا مترجمة خاصة في التاريخ ، وكتب مترجمة في الأدب، وكتبنا مطلوبة جدا حتى في الخارج” ، و تأسفت المعنية لعدم تصدير الكتاب الجزائري مؤكدة أنه باب لو يفتح فسيشكل مصدر دخل للعملة الصعبة، حيث وقفنا – تقول- على مطالب للعديد من المواطنين في الخارج ممن يطلبون كتبنا إلا أنه لا يمكننا أن نصدرها، و أردفت المعنية قائلة : هذا المعرض يشكل فرصة لبيع الكتاب بالنسبة للأشخاص المتواجدين هنا، فصحيح أن الأجانب الذين هم على دراية بعدم إمكانية تصدير الكتاب للخارج يحضرون لمثل هذه المعارض على غرار بلدان المشرق العربي و غيرها، أين يقومون باقتناء هذه الكتب .
وبالنسبة لجديد دار التنوير الجزائرية أفادت المتحدثة أن هناك العديد من العناوين الجديدة هذه السنة على غرار التجربة الشعرية بين الرؤى و التشكيل قراءات في شعر فاتح علاق، وكذا ديوانات للدكتور أحمد سعدون، و فكرة إستباق الجريمة لمحمد عبد الرؤوف حشاني ، وجمالية الروح و الفلسفة في الشعر الجزائري المعاصر لبومدين دباح، إدارة النظم التعليمية في ضوء نظرية الموظف من التسيير إلى القيادة لعبد الله صحراوي، وكذا فاتح علاق بديوان شعر “مازال قلبك ينأى” وغيرها من العناوين الجديدة.
وبالنسبة لدار التنوير للنشر فهي تعود للدكتور إبراهيم صحراوي ، أما بخصوص فتح المجال لمشاركة العديد من الدول في هذا المعرض، أضافت المتحدثة أن الأمر يشكل إضافة للجزائر خاصة أنه يمكن البلدان الأخرى من التعرف على ثقافتنا و نتعرف على ثقافتهم، متمنية أن يأخذوا صورة جميلة عنا و عن الجزائر ككل، كما سيشكل المعرض – حسبها- فرصة ليتعرفوا على ثقافتنا و أخذ معلومات و إنطباعات عن الجزائر و لما يدعوننا حتى نعرض كتبنا عندهم، وأشارت صحراوي في سياق حديثها أن الشعب الجزائري يعبر في أكثر من مناسبة عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني حيث كان المعرض فرصة للتأكيد على هذا الأمر، سائلة الله عز وجل أن ينصر فلسطين و القضية الفلسطينية .
مشرفة مكتب شركة “الأمير” لدار النشر الأمير الدولية لـ “الاتحاد”:
الإقبال منصب حول الكتب المدرسية وما يحتاجه الأبناء فقط
كشفت “نسرين و” مشرفة مكتب شركة “الأمير” لدار نشر الأمير الدولية في حديثها لجريدة “الاتحاد” أن الدار موجودة منذ سنوات، مؤكدة أن المشاركة في معرض الكتاب هذه السنة ضعيفة نوعا ما مقارنة بالسنوات الماضية، وبالنسبة للإصدارات فتعمل الدار على نشر كتب مختصة في التنمية البشرية على غرار كتب الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله، مصطفى أبو السعد، الدكتور جاسم المطوع وغيرهم، ناهيك عن الكتب المدرسية الحاضرة في جناحهم، وعن الإقبال حول معرض الكتاب قالت إنها ضعيفة نوعا ما، وبالنسبة للأسعار أكدت مشرفة مكتب شركة الأمير للنشر أن الأسعار ارتفعت نوعا ما مقارنة بالسنوات الفارطة ، أين بات الاهتمام حاليا منصب على اقتناء أهم الحاجيات من كتب – المدرسية -وما يحتاجه الأطفال المتمدرسين فقط.
حمدي حريكات كاتب من الصحراء الغربية لـ “الاتحاد”:
كتبت ستة روايات عن الجزائر كرد لجميلها
كشف حمدي حريكات كاتب من الصحراء الغربية في حديثه لجريدة “الاتحاد” أن مشاركة جمهورية الصحراء الغربية في هذا المعرض جاءت بأكثر من 100 عنوان و تغطي الجوانب السياسية و الثقافية و تغطي حتى القضية الصحراوية، و كلها كتب – حسبه- تتحدث عن النضال الصحراوي يضيف ” لأننا في مرحلة و جب فيها تكريس كل شيء للنضال و الكفاح”، و بالنسبة للإصدارات الجديدة هذه السنة قال حريكات أن هناك 9 إصدارات جديدة مختلفة من بينها التاريخ، و الأدب ، كما هناك روايات له شخصيا كتبها قدر عددها بستة روايات عن الجزائر وهي إهداء للجزائر ونوع من رد الجميل، كما هنأ المعني الجزائر على تنظيم هذه التظاهرة الكبيرة و العظيمة –حسبه- لأنها من مستوى عال جدا ، وهذه تعتبر أول مشاركة لهم في المعرض الدولي ، كما أنه تفاجأ من التنظيم المحكم، معربا عن إعجابه الشديد لطريقة التسيير الجزائرية لهكذا فعاليات.
رئيسة مصلحة التسويق والإشهار بديوان المطبوعات الجامعية عجالي مروة لـ “الاتحاد”:
المكتبة الرقمية تشكل إضافة للطالب ولا مجال للاستغناء عن الكتاب الورقي
كشفت رئيسة مصلحة التسويق و الإشهار بديوان المطبوعات الجامعية مروة عجالي في حديثها لجريدة “الاتحاد” أن المكتبة الرقمية هي مكتبة تحتوي على 3588 عنوان ،و الجديد الذي دخلوا به للمعرض الدولي للكتاب في طبعته الـ 26 هو النشر الإلكتروني ، أين دخل الديوان بـ 53 عنوانا جديدا متواجدا حاليا بالمكتبة الرقمية .
و بالنسبة للإقبال عن الكتاب الرقمي مقارنة بالكتاب الورقي قالت المعنية أن الكتاب الورقي لا تقل أهميته عن الكتاب أو النشر الإلكتروني، و بالنسبة للمكتبة الرقمية فتشكل إضافة للطالب لمساعدته على الاطلاع على مختلف التخصصات، و نظرا لمحدودية دخل الطالب فديوان المطبوعات الجامعية فكر في الطالب من أجل مساعدته وحتى يكون سباقا في رقمنة القطاعات، وهذه المكتبة – تقول- هي مجانية للطلبة و الأساتذة و الباحثين، و بالنسبة للأسعار أوضحت عجالي أن أسعار الكتب أغلبيتها في متناول الجميع كون الديوان تابع لوزارة التعليم العالي و البحث العلمي و أسعارهم مدروسة، في حين أن هناك بعض الكتب أسعارها مرتفعة نوعا ما وهذا نظرا لاستخدام المادة الأولية التي يزداد عليها الطلب كل سنة، أين يحاول الديوان دائما تحديد أسعار تراعي جيوب الطلبة.
و بالنسبة للنشر الإلكتروني قالت المتحدثة أنه ميزة جديدة تم إضافتها للمكتبة و لكن هذا لا يعني الاستغناء عن الكتاب الورقي، فالنشر الإلكتروني – تضيف – “جئنا به لمواكبة التطور الرقمي الحاصل… المؤسسات الجامعية في حال ما احتاجت كتبا يجب أن تطلب حصتها حتى نقوم بطباعة العدد المطلوب.”
جدير بالذكر أن ديوان المطبوعات الجامعية نشأ سنة 1973 وهو مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي و تجاري وهو تحت وصاية وزارة التعليم العالي و البحث العلمي.
أم كلتوم جبلون